موضوع في الفيس

تمهل .... تمهل ...اقرأ...بسم ربك الذي خلق بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد : كلما فتحت هذه الصفحة وكلما مر المؤشر عليها أجد كلمة بماذا تفكر .... نعم هي فكرة ملحة أحاول تجاهلها مرارا وتكرارا ولكنها تعود وتنتصب في خاطري .... عدة افكار متقطعة ومتناثرة أحاول أن ألم شتاتها من زوايا تفكيري ... كنت أجد صعوبة في البدء بها ولكنني اعتقد أنني قد أمسكت بخيطها الاول نعم بدايتها من خطبة الجمعة من شيخ المسجد جزاه الله خيرا حيث ركز في خطبته على الدعاء وساق من الآيات والأحاديث واستفاض في الشرح وساق من الشواهد وأجاد حتى وكأن الحاضرين السامعين قد عزموا أمرهم على الاعتكاف في زوايا منازلهم منقطعين للدعاء ولا هم لهم ما يجري ما داموا قد أدوا واجبهم وألحوا في الدعاء (وكفى الله المؤمنين القتال) وكم كنت أتمنى على شيخنا الجليل أن يسوق حادثة ذلك الاعرابي الذي قدم الى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله أصيبت ابلي بالجرب ودعوت الله لها الشفاء ولكنها لم تشف فقال له النبي ضع مع دعائك شيئا من القطران أو أن يسوق حادثة ذلك الإعرابي الذي قدم إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وترك ناقته سائبة فقال للرسول صلى الله عليه وسلم يا رسول الله تركتها وتوكلت فما كان من النبي إلا أن قال له اعقلها وتوكل .
نعم تحول التوكل في ديننا الى تواكل ولا نرى في ادبياتنا الإسلامية الرابط الوثيق بين الدعاء والعمل كل منا منصرف الى زاوية بيته رافعا كفيه إلى السماء لاهجا بالدعاء ولم يكلف نفسه عناء أدنى درجات العمل المرافق للدعاء
يحضرني في هذه المناسبة اعتراض احد الفقهاء على دعاء احد المشايخ حيث قال اللهم ارم الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين فقال الفقيه وماذا بقي لدينا أن نعمل فأقول نحن مصفقين رافعين قدم على قدم ( نفصم البزر ) لأن النتيجة إذا قضى احد الظالمين على ظالمين أخرين يأتي دورنا للقضاء عليينا لأننا في نظر الظالمين اياً كانوا ظالمين
هذة سنة من سنن الله في ادارة الكون ... الم يعاتب الحق سبحانه وتعالى اشرف خلقه وأعظم نبي أرسله للبشرية في غزوة بدر حيث قال ( وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) نعم عاتب نبيه والصحابة الكرام وحثهم على مواجهة أعداء الدين بالقتال بعد الدعاء الملح من النبي صلى الله عليه وسلم
روى احد الصحابة الكرام أيضا في غزوة بدر أنهم كانوا يشاهدون رأس الكافر يسقط مجرد أن نمد السيف إلى عنقه
لابد من أن يرافق الدعاء والتوكل عمل لتنفيذ المشيئة الإلهية فعهد الخوارق قد مضى وولى وحل محلها سنة إلهية نستخلصها من كتاب الله وسنة رسوله قال احد العارفين ( لابد للحسناء من نقاب ) إذن ولابد للمشيئة من عمل يسترهها
نشرنا المصاحف والكتب والأحاديث النبوية والأدبيات الإسلامية ولم نكلف أنفسنا عناء التفكير بقوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فأين القوة المرافقة لتلك المصاحف والكتب
قالوا لنا انتم إرهاب فوافقناهم بدون تفكير ولم نفكر
أبدا أنهم يقصدوننا بالإرهاب كما لم نفكر بقوله تعالى (ترهبون به عدو الله وعدوكم )
هم اعدوا القنابل النووية والطائرات والصواريخ وتسلحوا بالقوة ونحن نيام مثلنا كمثل الأرنب الذي غلبته سلحفاة ومع ذلك فسبة الإرهاب ملصوقة بنا وستبقى كذلك إن لم نستيقظ من كبوتنا ونترك هذه البهلولة المقرفة
تنافسنا بلفات العمائم والطرابيش وألوان ربطات العنق وهم يلفون حول أعناقنا حبال الإعدام بل أصبحنا نعدم بعضتا بعضا نيابة عنهم
نعم تكالبت علينا الأمم وما لنا إلا أن نستشهد بحديث النبي المعروف والذي نعرفة جميعا وما ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط من اجل أن نتغنى به على المنابر بل من اجل أن يحذرنا فننهض للعمل
كل الامم لها ما ترجع إليه في النوائب من كبار المفكرين والعقلاء وما زلنا نعتمد على الرويبضة في أمورنا
فمتى ومتى يا أمتي يأتي الجواب على قول الشاعر :
امتي هل لك بين الامم منبر للسيف أو للقلم
أو متى نقتنع بقول شاعر آخر
السيف اصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
وحتى لا اترك لناقد منفذا إلى ما أقول فإنني أوضح نقاط ثلاث :
اولا : لست ممن لا يعتقد بالدعاء والتضرع بالقول فالحق سبحانه وتعالى يقول ( ادعوني استجب لكم ) ولكن بالتأكيد على أن يرافق القول العمل والاستعداد بما يتطلبه العصر الحديث
ثانيا: ديننا دين سلام ومحبة لكل الامم وليس دين اعتداء على احد
ثالثا : لست ضد طباعة الكتب والمصاحف ونشر أحاديث المصطفى ولكن لنجهز( شيئا من القطران ) معها لنكون امة جديرة بقوله تعالى (كنتم خير امة أخرجت للناس )
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم