بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
------------------------------
كتاب الايمان .
للاستاد احمد بن مصطفى العلاوي رضي الله عنه .
-------------------------
ملاحظة : يرجى الرجوع الى كتاب التوحيد للاستاد قبل الشروع في قراءة هذا الكتاب للافادة .
------------------------------------------
س : -- هل ينحصر الايمان فيما قدمتموه من العقائد , وما هو معناه ؟
ج : -- الايمان هوتصديق يقع في القلب يمنع الفؤاد من ان يتصور ضده , وما قدمناه احد اركانه .
-------------------------------------
س : -- ما هو مجموع اركانه ؟
ج : -- هي ستة : الايمان باله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الاخر , والقدر .
----------------------------------
س : -- فما هو الايمان بالله ؟
ج : -- هو ان تصدق بالله تعالى , وتنزهه عن سائر النقائص , وتصفه بالكمالات .
---------------------------------
س : -- فما هو تعريف الايمان بالملائكة - عليهم الصلاة والسلام - ؟
ج : -- الايمان بالملائكة هو عبارة عن التصديق بوجودهم , ومن جهة وصفهم انهم عباد الله مكرمون , لا يعصون الله ما امرهم , ويفعلون ما يؤمرون , لا ياكلون , ولا يشربون , وليسوا بذكور ولا باناث , بلغوا حد الغاية في كثرتهم , منهم المقربون ومنهم دون ذلك , ولانتوقف على عدم ادراكنا لهم , لانهم اجسام لطيفة نورانية , ملازمون لبواطن الاشياء في الغالب .
----------------------------------------
س : -- فهل يجب على المكلف ان يعرف البعض من الملائكة ؟
ج : -- نعم , على الاقل يعرف عشرة وهم : جبرائيل , وميكائيل , واسرافيل , وعزرائيل , ومنكر , ونكير , ورقيب , وعتيد , ومالك , ورضوان .
----------------------------------------
س : -- فما معنى الايمان بالكتب السماوية ؟
ج : -- معنى ذلك هو ان يعتقد ةالمكلف , ان الله نزل على انبيائه واصفيائه , كتبا وصحفا , تشتمل على احكام وقصص ومواعظ , وان جميع ما تضمنته حق وصدق لا ريب فيه .
------------------------------
س : -- فهل يجب على المكلف ان يعرف جميعها , وعلى من نزلت ؟
ج : -- لا يجب عليه ان يعرف الا اربعة منها وهي :
== التوراة , وانزلت على سيدنا موسى عليه السلام .
== والانجيل , ونزل على سيدنا عيسى عليه السلام .
== والزبور , ونزل على سيدنا داود عليه السلام
== والقران وانزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
-------------------------------------------
س : -- فهل يجوز العمل بما في الكتب المتقدمة , الموجودة الان بيد اهلها , كالتوراة والانجيل .؟
ج : -- لا يجوز العمل بها , لانها غير مامونة التحريف والزيادة والنقصان , ومع ذلك فانها منسوخة , وما لم ينسخ منها موجود في القرن العظيم , ولكن يجب احترامها .
------------------------------------
س : -- ما معنى الايمان برسل الله , عليهم الصلاة والسلام ؟
ج : -- الايمان برسل الله - عليهم الصلاة والسلام - هو ان يعتقد المكلف , ان الله جعل من الملائكة ومن الناس رسلا , مع معرفة ما يجب في حقهم , وما يستحيل , وما يجوز .
-----------------------------------------------
س : -- وهل بعث الله - تبارك وتعالى - من الملائكة رسلا للناس ؟
ج : -- لا تكون بعثة الملائكة لعامة الناس , انما تكون رسالة الملك بين الله والخواص من عباده , واما الرسالة العامة , لاتكون الا في رجل من جنس البشر .
----------------------------------------------
س : -- فما هو تعريف الرسول , وما هو الفرق بينه وبين النبيء ؟
ج : -- الرسول هو انسان ذكر , حر , بالغ , عاقل , معصوم , اوحي اليه بشرع يعمل به في نفسه ,ويبلغه لغيره , والنبيء مثله في الوصف الا انه غير مامور بالتبليغ .
----------------------------------------------
س : -- فما هو الواجب والمستحيل في حق الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ؟
ج : -- يجب في حقهم اربع صفات وهي : الصدق والامانة , والتبليغ , والفطانة , ومستحيا في حقهم الكذب , والخيانة , والكتمان , والبلادة .
------------------------------------------------
س: -- فلو ذكرتم لنا كل صفة على حدتها , مع بيان معناه لكان اجمل !!
ج : -- الصفة الاولى : الصدق , وهو مطابقة الخبر لما في نفس الامر , وضده الكذب وهو محال , لا يتطرقهم لا عمدا ولا استغفالا
-- الصفة التانية : الامانة وهي عبارة عن حفظ الجوارح الظاهرة والباطنة من الوقوع في المخالفة , وضدها الخيانة وهي محال عليهم , لانهم معصمون قبل النبءة وبعدها .
-- الصفة الثالثة : التبليغ , وهو عبارة عن تولع الرسول بتغيير المنكر وتقرير المعروف والحث عليه , والمعنى انه لا يكتم مما امر بتبليغه للعموم , لان الكتمان في حقه كتمان .
-- الصفة الرابعة : الفطانة , وهي عبارة عن تمام النباهة والفهم عن الله سبحانه وتعالى , وبها يتيسر للرسول ان يقيم الحجة على المعارض بدون كلفة , قال تعالى (( الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك , اذ قال ابراهيم ربي الذي يحي ويميت , قال انا احي واميت , قال ابراهيم فان ربي ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب , فبهت الذي كفر )) .
----------------------------------------------------
س :-- انكم ذكرتم ما يجب وما يستحيل في حق الرسل , واي شيء يجوز في حقهم - عليهم الصلاة والسلام -
ج : -- يجوز في حقهم سائر اعراض البشرية , كالاكل والشرب والجوع والقبض والبسط , والنوم , والنسيان في غير التبليغ , والمرض الخفيف , وغير ذلك مما لا يؤثر نقصانا في عظيم قدرهم , كالمرض الثقيل من الجذام والجنون والبرص , وما اشبه ذلك مما تنفر منه النفوس .
------------------------------------------
س : -- وما قولكم في مرض سيدنا ايوب - عليه السلام - ؟
ج : -- نعم قد حصل له من المرض ما الله اعلم به , الى ان قال : (( رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين )) وقال تعالى في حقه (( انا وجدناه صابرا نعم العبد )) لكنه لم يبلغ تلك الاهانة التي يحكيها عنه المؤرخون .
---------------------------------
س : -- فاني ارى في القران العظيم ما يوهم اتصاف الانبياء - عليهم الصلاة والسلام - كقصة ادم وغيره بالمخالفة !!
ج : -- كل نص اوهم التشبيه في حق الله , او المخالفة في حق الرسل , وجب تاويله , سواء كان من الكتاب , او من السنة .
---------------------------------------------
س : -- فما هو تاويل قصة ادم - عليه السلام - وقد قال تعالى : (( وعصى ادم ربه فغوى )) ج : -- المعصية هنا ليست على بابها , وتاويلها على الذي صدرت عليه هو قوله تعالى : (( فنسى ولم نجد له عزما )) وحكم الناسي غير حكم المتعمد , وكونخا في حقه معصية , من باب حسنات الابرار سيئات المقربين
------------------------------------
س : -- قد كنتم باستحالة النسيان على الانبياء فيما امروا بتبليغه !!
ج : -- النسيان في التبليغ , هو محو الحكم من حافظة الشارع , فلا يعود اليه , وهذا هو المستحيل في حقهم , واما النسيان في العمل الذي هو بمعنى السهو , كما يسهو الانسان عن الصوم في رمضان , او يسلم في الصلاة من اثنتين , ثم يتذكر فهو جائز , ومن قولهم كما بينه الله سبحانه وتعالى (( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ))
-----------------------------------
س : -- ما قولكم في قصة سيدنا ابراهيم - عليه السلام - فانه بعد ما كسر الاصنام بيده قال : (( بل فعله كبيرهم هذا فاسالوهم ان كانوا ينطقون )) اوليس في ذلك ما يوهم الكذب ؟
ج : -- قد تقدم لنا ان الكذب محال في حقهم , وقوله - عليه الصلاة والسلام - : (( بل فعله كبيرهم هذا )) جاء من طريق التهكم , بدليل قوله تعالى : ( فاسالوهم ان كانوا ينطقون )) ولاقامة الحجة عليهم , حتى اذ قالوا لا يتحركون ولا ينطقون , تجيء الحجة من عند انفسهم موافقة لقوله : (( تعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون )) اي خلقكم وخلق اصنامكم .
--------------------------------------
س : -- فما قولكم في قصة سيدنا موسى - عليه السلام - , فقد اخبر الله عنه انه قتل نفسا ؟
ج : -- ان قتل موسى للنفس كان على خطاء , اي ليس بقصد ازهاق الروح , بل بقصد الدفاع عن الذي هو من شيعته , فوكزه موسى فقضى عليه , ولهذا قال : (( هذا من عمل الشيطان )) اي : ما كانت نيتي على ان اقتل نفسا , وحتى لو فرضنا انه قتله قصدا , فهو جائز , لانه كان من عدوه , وقتل المحارب غير محرم .
------------------------------------
س : -- ما فائدة وقوفكم وتحريضكم على عدم نسبة المخالفة لهمة , واي شيء يترتب ان صورت المخالفة منهم ؟
ج : -- يلزم من ذلك انحلال عقدة الشرائع من اصلها , لانهم امناء على الاحكام , واذا ثبت خيانتهم في شيء سرت في جميع الاحكام , فيتخرم الشرع من جهة عدم الامن فيما قرره لنا عن الله , وحاشاهم من ذلك , وقد براهم الحق في عدة مواضع , ودلائل صدقهم لا تحتاج الى بيان .
-----------------------------------------------
س : -- هل يجب على المكلف ان يحصر لهم عددا ؟
ج : -- لا يجب عليه ذلك , لئلا يدخل من هو خارج , او يخرج من هو داخل , قال تعالى ( منهم من قصصنا عليك , ومنهم من لم نقصص عليك ) , لكنه ورد في بعض الاحاديث انهم مائة واربعة وعشرون الفا , ومنهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسلا , والباقون انبياء
س : -- هل يجب على المكلف ان يعرف البعض منهم باسمائهم ؟
ج : -- نعم , يجب عليه ان يعرف من ذلك خمسة وعشرين وهم : ادم , وادريس , ونوح , وهود , وصالح , ولوط , واسماعيل , واسحاق , ويعقوب ويوسف , وايوب , وشعيب , وموسى , وهارون , وذو الكفل , وداوود , وسليمان , والياس , واليسع , ويونس , وابراهيم , وزكريا , ويحي , وعيسى , ومحمد , - عليهم افضل الصلاة والسلام - .
-----------------------------------------
س : -- وهل يفضل بعضهم على بعض ؟
ج : -- نعم , قال تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) وسادتهم خمسة , وهم اولوا العزم من الرسل : نوح , وابلااهيم , وموسى , وعيسى , ومحمد , وهو اشرفهم .
---------------------------------------------------
س : -- فما هو بيان الافضلية على الترتيب في المخلوقات ؟
ج : -- افضل الخلق على الاطلاق هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم اولوا العزم من الرسل , ثم بقيتهم , ثم خواص الملائكة , ثم خواص البشر , ثم عامة الملائكة , ثم خواص الجان , ثم عامة المؤمنين من البشر , ثم عامة المؤمنين من الجن , والله اعلم .
---------------------------------------------
س : -- كنتم ذكرتم من اركان الايمان , التصديق باليوم الاخر , فما هو تعريفه , وما هي حقيقة الايمان ؟
ج ؛ -- الايمان باليوم الاخر , هو ان يعتقد المكلف ان الله يبعث من في القبور , قال تعالى ( ذلك وم مجموع له الناس ) وتعريفه هو عبارة عن قطعة من الزمن , جاءت بين منتهى الحياة الدنيا , ومبتداء الاخرة , تتضمن اشياء يتعين الايمان بها , على الوجه الذي اخبرنا به الشارع .
------------------------------------------------------------------
س : -- ماهي الاشياء التي يتعين الايمان بها مع اليوم الاخر ؟
ج : -- فمن ذلك : الحشر والنشر , والحساب , والثواب والعقاب , والصراط والميزان , والجنة والنيران , والحوض والشفاعة , وتطاير الصحف , وسؤال القبر , ورؤية الحق في الجنة - ان شاء الله - وكل ما ورد من جهة احوال الاخرة يجب الايمان به بدون ما نستثنى منه شيئا .
----------س : -- وهل تتكلف لمعرفة لوازم اليوم الاخر من جهة الكيفية على ما هي عليه , كصفة الصراط والميزان وغير ذلك ؟
ج : -- لا يجب علينا الا مجرد الايمان بها , بدون ما نطلب ما وراء ذلك من الكيفية , لان الامر متعذر من جهة ادراك احوال الاخرة على ما هي عليه , والانسان لا يتخيل الا ما سبق في علمه , وما عند الله خير وابقى من جهة الثواب , واعظم واشقى من جهة العفاب , قال عليه الصلاة والسلام ( الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا , ومن المعلوم ان النائم لا يدرك حقيقة ما عليه المستيقظ , الا بعد التيقظ , والفكر اضعف من ان يتشكل احوال الاخرة على ما هي عليه .
--------------------------------------
س : -- كنتم ذكرتم ان الايمان بالقدر من الواجبات فما معناه ؟
ج : -- معنى ذلك , هو ان يعتقد المكلف جميع ما صدر في الوجود من جليل وحقير بتقديره تعالى , بدون ما يستثني شيئا من طاعة وعصيان , وان يرى القدر احاط بالصغير والكبير وليس للعبد الخروج من حكم الاله , قال تعالى : ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) , وقد تقدم الكلام على ما يقرب من هذا المعنى فيما يتعلق بصفة الارادة .
-------------------------------------
س : -- فهل يجب على الانسان ان يتكلف الا لدلائل جميع ما قدمتموه من اركان الايمان ؟
ج : -- لا يجب عليه ان يتكلف الا لدلائل نبوة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لانه هو الذي جاءنا بجميع ذلك , فمهما ثبت صدقه ثبت جميع ما جاءنا به , وصدقه - عليه الصلاة والسلام - ثابت بالمعجزة الباهرة المشهودة لاهل زمانه , والمنقولة لنا بالتواتر .
-------------------------------------------
س : -- فما هي حقيقة المعجزة ؟
ج : -- المعجزة هي الامر الخارق للعادة , يؤتي به لاعجاز المعارض , ولاتكون الا مقرونة بدعوة النبوة , كانشقاق القمر له - عليه الصلاة والسلام - وتسبيح الحصى في كفه , وحنين الجذع له , واخباره بالمغيبات , وهذا الاخير انفع لاهل زماننا .
----------------------------------------
س : -- فباي شيء اخبر به من المغيبات ؟
ج : -- فلن نستوفي ما اخبر به , ولااقل القليل , ومن ذلك اخباره - عليه الصلاة والسلام - وتصريحه للعموم , وان الله اوحى له , وبشره بفتح مكة , وان اصحابه يدخلونها امنين محلقين رؤوسهم ومقصرين , ومنها اخباره لاصحابه بفتح الامصار على ايديهم , وان الله يستخلفهم في الارض , كما استخلف اللذين من قبلهم , ويمكن لهم دينهم الذي ارتضاه لهم , ومنها اخباره لهم بالفتن التي تقع بينهم , وانها تمر كقطع الليل , ومنها قوله للحسن بن علي - رضي الله عنه - (ابني هذا سيصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) , وغير هذا مما يتعذر حصره , فجاء الجميع - بحمد الله - على وفق الخير , اوليس في البعض من هذا كفاية للمنصف ؟
والله الموفق للصواب -------------------------------------
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
------------------------------
كتاب الايمان .
للاستاد احمد بن مصطفى العلاوي رضي الله عنه .
-------------------------
ملاحظة : يرجى الرجوع الى كتاب التوحيد للاستاد قبل الشروع في قراءة هذا الكتاب للافادة .
------------------------------------------
س : -- هل ينحصر الايمان فيما قدمتموه من العقائد , وما هو معناه ؟
ج : -- الايمان هوتصديق يقع في القلب يمنع الفؤاد من ان يتصور ضده , وما قدمناه احد اركانه .
-------------------------------------
س : -- ما هو مجموع اركانه ؟
ج : -- هي ستة : الايمان باله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الاخر , والقدر .
----------------------------------
س : -- فما هو الايمان بالله ؟
ج : -- هو ان تصدق بالله تعالى , وتنزهه عن سائر النقائص , وتصفه بالكمالات .
---------------------------------
س : -- فما هو تعريف الايمان بالملائكة - عليهم الصلاة والسلام - ؟
ج : -- الايمان بالملائكة هو عبارة عن التصديق بوجودهم , ومن جهة وصفهم انهم عباد الله مكرمون , لا يعصون الله ما امرهم , ويفعلون ما يؤمرون , لا ياكلون , ولا يشربون , وليسوا بذكور ولا باناث , بلغوا حد الغاية في كثرتهم , منهم المقربون ومنهم دون ذلك , ولانتوقف على عدم ادراكنا لهم , لانهم اجسام لطيفة نورانية , ملازمون لبواطن الاشياء في الغالب .
----------------------------------------
س : -- فهل يجب على المكلف ان يعرف البعض من الملائكة ؟
ج : -- نعم , على الاقل يعرف عشرة وهم : جبرائيل , وميكائيل , واسرافيل , وعزرائيل , ومنكر , ونكير , ورقيب , وعتيد , ومالك , ورضوان .
----------------------------------------
س : -- فما معنى الايمان بالكتب السماوية ؟
ج : -- معنى ذلك هو ان يعتقد ةالمكلف , ان الله نزل على انبيائه واصفيائه , كتبا وصحفا , تشتمل على احكام وقصص ومواعظ , وان جميع ما تضمنته حق وصدق لا ريب فيه .
------------------------------
س : -- فهل يجب على المكلف ان يعرف جميعها , وعلى من نزلت ؟
ج : -- لا يجب عليه ان يعرف الا اربعة منها وهي :
== التوراة , وانزلت على سيدنا موسى عليه السلام .
== والانجيل , ونزل على سيدنا عيسى عليه السلام .
== والزبور , ونزل على سيدنا داود عليه السلام
== والقران وانزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
-------------------------------------------
س : -- فهل يجوز العمل بما في الكتب المتقدمة , الموجودة الان بيد اهلها , كالتوراة والانجيل .؟
ج : -- لا يجوز العمل بها , لانها غير مامونة التحريف والزيادة والنقصان , ومع ذلك فانها منسوخة , وما لم ينسخ منها موجود في القرن العظيم , ولكن يجب احترامها .
------------------------------------
س : -- ما معنى الايمان برسل الله , عليهم الصلاة والسلام ؟
ج : -- الايمان برسل الله - عليهم الصلاة والسلام - هو ان يعتقد المكلف , ان الله جعل من الملائكة ومن الناس رسلا , مع معرفة ما يجب في حقهم , وما يستحيل , وما يجوز .
-----------------------------------------------
س : -- وهل بعث الله - تبارك وتعالى - من الملائكة رسلا للناس ؟
ج : -- لا تكون بعثة الملائكة لعامة الناس , انما تكون رسالة الملك بين الله والخواص من عباده , واما الرسالة العامة , لاتكون الا في رجل من جنس البشر .
----------------------------------------------
س : -- فما هو تعريف الرسول , وما هو الفرق بينه وبين النبيء ؟
ج : -- الرسول هو انسان ذكر , حر , بالغ , عاقل , معصوم , اوحي اليه بشرع يعمل به في نفسه ,ويبلغه لغيره , والنبيء مثله في الوصف الا انه غير مامور بالتبليغ .
----------------------------------------------
س : -- فما هو الواجب والمستحيل في حق الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ؟
ج : -- يجب في حقهم اربع صفات وهي : الصدق والامانة , والتبليغ , والفطانة , ومستحيا في حقهم الكذب , والخيانة , والكتمان , والبلادة .
------------------------------------------------
س: -- فلو ذكرتم لنا كل صفة على حدتها , مع بيان معناه لكان اجمل !!
ج : -- الصفة الاولى : الصدق , وهو مطابقة الخبر لما في نفس الامر , وضده الكذب وهو محال , لا يتطرقهم لا عمدا ولا استغفالا
-- الصفة التانية : الامانة وهي عبارة عن حفظ الجوارح الظاهرة والباطنة من الوقوع في المخالفة , وضدها الخيانة وهي محال عليهم , لانهم معصمون قبل النبءة وبعدها .
-- الصفة الثالثة : التبليغ , وهو عبارة عن تولع الرسول بتغيير المنكر وتقرير المعروف والحث عليه , والمعنى انه لا يكتم مما امر بتبليغه للعموم , لان الكتمان في حقه كتمان .
-- الصفة الرابعة : الفطانة , وهي عبارة عن تمام النباهة والفهم عن الله سبحانه وتعالى , وبها يتيسر للرسول ان يقيم الحجة على المعارض بدون كلفة , قال تعالى (( الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك , اذ قال ابراهيم ربي الذي يحي ويميت , قال انا احي واميت , قال ابراهيم فان ربي ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب , فبهت الذي كفر )) .
----------------------------------------------------
س :-- انكم ذكرتم ما يجب وما يستحيل في حق الرسل , واي شيء يجوز في حقهم - عليهم الصلاة والسلام -
ج : -- يجوز في حقهم سائر اعراض البشرية , كالاكل والشرب والجوع والقبض والبسط , والنوم , والنسيان في غير التبليغ , والمرض الخفيف , وغير ذلك مما لا يؤثر نقصانا في عظيم قدرهم , كالمرض الثقيل من الجذام والجنون والبرص , وما اشبه ذلك مما تنفر منه النفوس .
------------------------------------------
س : -- وما قولكم في مرض سيدنا ايوب - عليه السلام - ؟
ج : -- نعم قد حصل له من المرض ما الله اعلم به , الى ان قال : (( رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين )) وقال تعالى في حقه (( انا وجدناه صابرا نعم العبد )) لكنه لم يبلغ تلك الاهانة التي يحكيها عنه المؤرخون .
---------------------------------
س : -- فاني ارى في القران العظيم ما يوهم اتصاف الانبياء - عليهم الصلاة والسلام - كقصة ادم وغيره بالمخالفة !!
ج : -- كل نص اوهم التشبيه في حق الله , او المخالفة في حق الرسل , وجب تاويله , سواء كان من الكتاب , او من السنة .
---------------------------------------------
س : -- فما هو تاويل قصة ادم - عليه السلام - وقد قال تعالى : (( وعصى ادم ربه فغوى )) ج : -- المعصية هنا ليست على بابها , وتاويلها على الذي صدرت عليه هو قوله تعالى : (( فنسى ولم نجد له عزما )) وحكم الناسي غير حكم المتعمد , وكونخا في حقه معصية , من باب حسنات الابرار سيئات المقربين
------------------------------------
س : -- قد كنتم باستحالة النسيان على الانبياء فيما امروا بتبليغه !!
ج : -- النسيان في التبليغ , هو محو الحكم من حافظة الشارع , فلا يعود اليه , وهذا هو المستحيل في حقهم , واما النسيان في العمل الذي هو بمعنى السهو , كما يسهو الانسان عن الصوم في رمضان , او يسلم في الصلاة من اثنتين , ثم يتذكر فهو جائز , ومن قولهم كما بينه الله سبحانه وتعالى (( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ))
-----------------------------------
س : -- ما قولكم في قصة سيدنا ابراهيم - عليه السلام - فانه بعد ما كسر الاصنام بيده قال : (( بل فعله كبيرهم هذا فاسالوهم ان كانوا ينطقون )) اوليس في ذلك ما يوهم الكذب ؟
ج : -- قد تقدم لنا ان الكذب محال في حقهم , وقوله - عليه الصلاة والسلام - : (( بل فعله كبيرهم هذا )) جاء من طريق التهكم , بدليل قوله تعالى : ( فاسالوهم ان كانوا ينطقون )) ولاقامة الحجة عليهم , حتى اذ قالوا لا يتحركون ولا ينطقون , تجيء الحجة من عند انفسهم موافقة لقوله : (( تعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون )) اي خلقكم وخلق اصنامكم .
--------------------------------------
س : -- فما قولكم في قصة سيدنا موسى - عليه السلام - , فقد اخبر الله عنه انه قتل نفسا ؟
ج : -- ان قتل موسى للنفس كان على خطاء , اي ليس بقصد ازهاق الروح , بل بقصد الدفاع عن الذي هو من شيعته , فوكزه موسى فقضى عليه , ولهذا قال : (( هذا من عمل الشيطان )) اي : ما كانت نيتي على ان اقتل نفسا , وحتى لو فرضنا انه قتله قصدا , فهو جائز , لانه كان من عدوه , وقتل المحارب غير محرم .
------------------------------------
س : -- ما فائدة وقوفكم وتحريضكم على عدم نسبة المخالفة لهمة , واي شيء يترتب ان صورت المخالفة منهم ؟
ج : -- يلزم من ذلك انحلال عقدة الشرائع من اصلها , لانهم امناء على الاحكام , واذا ثبت خيانتهم في شيء سرت في جميع الاحكام , فيتخرم الشرع من جهة عدم الامن فيما قرره لنا عن الله , وحاشاهم من ذلك , وقد براهم الحق في عدة مواضع , ودلائل صدقهم لا تحتاج الى بيان .
-----------------------------------------------
س : -- هل يجب على المكلف ان يحصر لهم عددا ؟
ج : -- لا يجب عليه ذلك , لئلا يدخل من هو خارج , او يخرج من هو داخل , قال تعالى ( منهم من قصصنا عليك , ومنهم من لم نقصص عليك ) , لكنه ورد في بعض الاحاديث انهم مائة واربعة وعشرون الفا , ومنهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسلا , والباقون انبياء
س : -- هل يجب على المكلف ان يعرف البعض منهم باسمائهم ؟
ج : -- نعم , يجب عليه ان يعرف من ذلك خمسة وعشرين وهم : ادم , وادريس , ونوح , وهود , وصالح , ولوط , واسماعيل , واسحاق , ويعقوب ويوسف , وايوب , وشعيب , وموسى , وهارون , وذو الكفل , وداوود , وسليمان , والياس , واليسع , ويونس , وابراهيم , وزكريا , ويحي , وعيسى , ومحمد , - عليهم افضل الصلاة والسلام - .
-----------------------------------------
س : -- وهل يفضل بعضهم على بعض ؟
ج : -- نعم , قال تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) وسادتهم خمسة , وهم اولوا العزم من الرسل : نوح , وابلااهيم , وموسى , وعيسى , ومحمد , وهو اشرفهم .
---------------------------------------------------
س : -- فما هو بيان الافضلية على الترتيب في المخلوقات ؟
ج : -- افضل الخلق على الاطلاق هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم اولوا العزم من الرسل , ثم بقيتهم , ثم خواص الملائكة , ثم خواص البشر , ثم عامة الملائكة , ثم خواص الجان , ثم عامة المؤمنين من البشر , ثم عامة المؤمنين من الجن , والله اعلم .
---------------------------------------------
س : -- كنتم ذكرتم من اركان الايمان , التصديق باليوم الاخر , فما هو تعريفه , وما هي حقيقة الايمان ؟
ج ؛ -- الايمان باليوم الاخر , هو ان يعتقد المكلف ان الله يبعث من في القبور , قال تعالى ( ذلك وم مجموع له الناس ) وتعريفه هو عبارة عن قطعة من الزمن , جاءت بين منتهى الحياة الدنيا , ومبتداء الاخرة , تتضمن اشياء يتعين الايمان بها , على الوجه الذي اخبرنا به الشارع .
------------------------------------------------------------------
س : -- ماهي الاشياء التي يتعين الايمان بها مع اليوم الاخر ؟
ج : -- فمن ذلك : الحشر والنشر , والحساب , والثواب والعقاب , والصراط والميزان , والجنة والنيران , والحوض والشفاعة , وتطاير الصحف , وسؤال القبر , ورؤية الحق في الجنة - ان شاء الله - وكل ما ورد من جهة احوال الاخرة يجب الايمان به بدون ما نستثنى منه شيئا .
----------س : -- وهل تتكلف لمعرفة لوازم اليوم الاخر من جهة الكيفية على ما هي عليه , كصفة الصراط والميزان وغير ذلك ؟
ج : -- لا يجب علينا الا مجرد الايمان بها , بدون ما نطلب ما وراء ذلك من الكيفية , لان الامر متعذر من جهة ادراك احوال الاخرة على ما هي عليه , والانسان لا يتخيل الا ما سبق في علمه , وما عند الله خير وابقى من جهة الثواب , واعظم واشقى من جهة العفاب , قال عليه الصلاة والسلام ( الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا , ومن المعلوم ان النائم لا يدرك حقيقة ما عليه المستيقظ , الا بعد التيقظ , والفكر اضعف من ان يتشكل احوال الاخرة على ما هي عليه .
--------------------------------------
س : -- كنتم ذكرتم ان الايمان بالقدر من الواجبات فما معناه ؟
ج : -- معنى ذلك , هو ان يعتقد المكلف جميع ما صدر في الوجود من جليل وحقير بتقديره تعالى , بدون ما يستثني شيئا من طاعة وعصيان , وان يرى القدر احاط بالصغير والكبير وليس للعبد الخروج من حكم الاله , قال تعالى : ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) , وقد تقدم الكلام على ما يقرب من هذا المعنى فيما يتعلق بصفة الارادة .
-------------------------------------
س : -- فهل يجب على الانسان ان يتكلف الا لدلائل جميع ما قدمتموه من اركان الايمان ؟
ج : -- لا يجب عليه ان يتكلف الا لدلائل نبوة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لانه هو الذي جاءنا بجميع ذلك , فمهما ثبت صدقه ثبت جميع ما جاءنا به , وصدقه - عليه الصلاة والسلام - ثابت بالمعجزة الباهرة المشهودة لاهل زمانه , والمنقولة لنا بالتواتر .
-------------------------------------------
س : -- فما هي حقيقة المعجزة ؟
ج : -- المعجزة هي الامر الخارق للعادة , يؤتي به لاعجاز المعارض , ولاتكون الا مقرونة بدعوة النبوة , كانشقاق القمر له - عليه الصلاة والسلام - وتسبيح الحصى في كفه , وحنين الجذع له , واخباره بالمغيبات , وهذا الاخير انفع لاهل زماننا .
----------------------------------------
س : -- فباي شيء اخبر به من المغيبات ؟
ج : -- فلن نستوفي ما اخبر به , ولااقل القليل , ومن ذلك اخباره - عليه الصلاة والسلام - وتصريحه للعموم , وان الله اوحى له , وبشره بفتح مكة , وان اصحابه يدخلونها امنين محلقين رؤوسهم ومقصرين , ومنها اخباره لاصحابه بفتح الامصار على ايديهم , وان الله يستخلفهم في الارض , كما استخلف اللذين من قبلهم , ويمكن لهم دينهم الذي ارتضاه لهم , ومنها اخباره لهم بالفتن التي تقع بينهم , وانها تمر كقطع الليل , ومنها قوله للحسن بن علي - رضي الله عنه - (ابني هذا سيصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) , وغير هذا مما يتعذر حصره , فجاء الجميع - بحمد الله - على وفق الخير , اوليس في البعض من هذا كفاية للمنصف ؟
والله الموفق للصواب -------------------------------------